رائـد العـزام
يبدو أننا في هذا الوطن غير محظوظين بحكومة وطنية تحترم عقول مواطنيها، فعلى مرّ
السنين تعاقبت الكثير من الحكومات الأردنية والتي أقل ما يقال عنها إنّها تستخف
بعقولنا ولا ترى فينا شعبا قادرا على التمييز أو حتى شعبا يستحق الحياة بل ترانا
فاقدين لكلّ حواسنا الانسانية.
اليوم سقطت آخر ورقة توت
عن حكومة البخيت لتعرّي بذلك أكذوبة شعارات الإصلاح التي تدعيها،فعلى ما يبدو وكما
يقال عنها فإنّها حكومة شراء الوقت لا أكثر،فما زالت تراهن على موت الحراك الشعبي
وعودة جميع الأطراف كلّ الى قطيعه لتعود بعد ذلك الى ممارسة عملها العرفي المعتاد
في هذا الوطن.
لم أكن أعقد الكثير من
الأمل والرجاء على هذه الحكومة وذلك لسببين:أولهما: إنّ ذاكرتنا ليست بهذا السوء
الذي يعتقدون،فبتحريك قليل للذاكرة تتضح لنا صورة وحقيقة هذه الحكومة ورئيسها والتي
دشنت بعهديها أبشع صور الفساد ابتداء من تزوير للانتخابات مرورا بالتواطئ وحماية
المفسدين وصولا الى قمع الفكر والكلمة ومصادرة حرية التعبيرواغتصاب لفكرة الصحافة
الحرّة. وثانيهما: اننا بتنا على يقين بوجود قوى أخرى تتجاوز قدرة البخيت وتكوّن
اللاعب الأساسي القادر على اتخاذ القرار ضمن دائرة ضيقة بحيث نرى نتائجها ولا نرى
أبطالها.
البخيت الذي يتحدث عن
الإصلاح السياسي يريد أن يخرخ أكبر قطاعات هذا الشعب من دائرة العمل والنشاط
السياسي ابتداء بالجيش (وهذا مفهوم) ومرورا بموظفي الدوائر الحكومية المدنيين
وانتهاء بقطاع المعلمين،وعليه لا أعرف لمن إذن يكون حقّ النشاط السياسي في الأردن؟
هل يريده البخيت لطبقة المفسدين وأصحاب رأس المال فقط؟
أقول ذلك لأنّه بقراءة
سريعة نجد أنه لم يتبقى غير هؤلاء ممن يسمح لهم بمزاولة العمل الحزبي في
الأردن!!!
والآن فليتسع صدر دولته
لأقول: إنّ قطاع المعلمين هو أحد مكونات هذا الشعب المعطاء الذي قدم الكثير وما زال
رغم كل محاولات طمسه من قبل الحكومات المتعاقبه،وهو بالنهاية رقمٌ صعب يدرك ما يريد
وعلى الحكومة التعامل معه باحترام لفكره وعقله،فما عاد ينفع تزيين الكلام وتنميقه
ليخفي بداخله استهتارا وتعاليا.
إنّ مشروع النقابة المقدم
يا دولة الرئيس (إن كنت قد رأيته) لا يعبر عن نية حقيقية للإصلاح ولا يرتقي الى
أدنى حدّ لطموح وعقول المعلمين بناة الأجيال الذين هم من يعلمون الانسان قراءة ما
بين السطور،ولا أظنهم يبحثون عن نادّ لهم يتزعمه الوزير.
يقال حين تسقط ورقة التوت عن
الانسان عليه أن توارى كي لا تصبح الفضيحة أوسع وأكبر فيضطره الآخرين على
التواري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليق