كل الاردن ا لإثنين, 31 كانون2/يناير 2011 10:55
فارس ذينات
إن ممارسات الحكومة غير المدروسة والتي تفتقد إلى الرؤية الوطنية تثبت بأنها غير قادرة على تصويب الأوضاع السائدة ، مما يؤكد أن المخرج الوحيد لهذه الأزمات هو تشكيل حكومة إنقاذ وطنية تخرج من رحم الشعب الأردني تضم شخصيات وطنية موثوقة ونزيهة ومشهود لها بالكفاءة والجرأة قادرة على وقف التدهور واحترام كرامة المواطن وصون مستقبل الوطن، ومما يثبت فشل هذه الحكومة هو تغيبها عن الهم الوطني، والانغلاق السياسي، وعدم معرفتها بأوضاع الشعب وأوجاعه، الأمر الذي استدعى تدخل جلالة الملك شخصياً لتصحيح الوضع، فعمليات التجميل لا تجدي نفعاً.
ويأتي التساؤل إلى متى الاستغفال من قبل المسؤولين بحق المواطن , وإلى متى الاستخفاف بعقله.. وزير الداخلية يتساءل عن جدوى مواصلة التعبير عن الرأي مشيراً إلى المسيرات و الاعتصامات الاحتجاجية على حكومة سمير الرفاعي معتبراً أنها تؤثر على مسيرة التنمية الاقتصادية في الأردن ولها انعكاسات سلبية على الأوضاع التجارية والسياحية...
وأتساءل ماذا يقصد بالأوضاع التجارية , هل ستمتنع الدول المصدرة إلى الأردن من خلال بواباتها في الحكومة من توريد اللحمة والدجاج , لأن الالآف تركوا وجبة الغداء بعد صلاة الجمعة وخرجوا إلى المسيرات ؟ هل أصبح أقصى اهتمام الحكومة وعلى لسان وزير داخليتها ناقلاً إلى أحد أحزاب المعارضة والذي كان غائباً عن مسيرات الجمعة عدم تعطيل الحركة التجارية , ومن غير المحلات في منطقة وسط البلد في عمان ؟ ألا نرى بأن الحكومة قد اصطفت إلى جانب العشرات (من التجار) مقابل الالآف من المواطنين المحتجين الغاضبين الناقمين اليائسين المحبطين المليئة صدورهم بالاحتقان الاقتصادي والسياسي.. جوعا للديمقراطية والعدالة الاجتماعية و عطشا للإصلاح السياسي!!
تهتم الحكومة وعلى لسان وزير داخليتها لسائح أجنبي قادم إلى الأردن ليأخذ صورة تذكارية أمام المسجد الحسيني الكبير في وسط العاصمة أثناء خروج المصلين من صلاة الجمعة وحركة التسوق بدلاً من الاهتمام بالالآف التي لا تعرف من السياحة سوى الاسم المرتبط بالأجنبي ذو اللون الأشقر.. وهل خرج الالآف لمصلحة شخصية ( واحد بده يروح ع شرم الشيخ وآخر بده يروح ع مرمريس بس مساكين ما لحقوا الباص.. )..
اقتباس من حديث وزير الداخلية(إننا نتطلع لوضع آلية محددة لعقد لقاءات دورية معكم للتباحث في الشأن الوطني بمختلف جوانبه وأبعاده وتطوراته باعتباركم أحد المكونات الرئيسية للمجتمع المدني).. دائماً نتطلع لوضع آلية محددة لـ ِ...دائماً نسمع هذه الجملة وغيرها من الجمل فالكلام سهل وتركيب الجمل أسهل.. فأين برامج الحكومة والتي يجب أن تحتوي على الآليات المدروسة القابلة للتنفيذ لمعالجة القضايا الوطنية وعلى رأسها الإصلاح السياسي والاقتصادي والتي لأجلها نزل الالآف إلى الشارع.. حقاً إنها حكومة مفرغة من الفكر والمنهج.. , همها فقط وسائل الإعلام.. بأن لا يظهر على شاشاتها خبر مسيرات واحتجاجات على سياسات الحكومة الفاشلة بل وتعمل بأقصى طاقاتها لمنع ذلك..
خروج الالآف المطالبين بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمن المعيشي ووقف المتاجرة بمقدرات الوطن وإعادة ممتلكات الدولة التي بيعت وإعادة تأميم القطاع العام كاملاً وعودة وزارة التموين وفتح ملفات الفساد ومحاسبة المفسدين تصم الحكومة عنه الآذان والأعين وتصوره من خلال وسائل إعلامها بأنها مسيرات احتجاجية على ارتفاع الأسعار فقط ..
يؤسفنا أسلوب الاستخفاف والاستغفال..
ففي مسيرة أول جمعة وعلى رأي كاتبنا المعروف أحمد الزعبي واصفاُ إياها بـ ِ( "صلاة وطنية" حقيقية ... لم ينقض "وضوءها" كلام المسؤولين). حيث كان هناك ثلة من أصحاب السوابق مجموعة من الزعران المندسين في مسيرة إربد حاولوا تعطيل ومنع المسيرة من الاستمرار بمحاولة افتعال مجزرة من خلال الأسلحة البيضاء التي أخرجوها في وجه المشاركين في المسيرة وعلى مرأى من رجال الجهات الأمنية المختلفة- وفي نسخة طبق الأصل وبطريقة مماثلة في الكرك- فأين الواجب في حفظ الأمن وحماية المواطن وحماية المسيرات السلمية..؟!
وفي الجمعة الثالثة تخرج علينا مجموعة تهتف لجلالة الملك محاولة المزايدة علينا في الانتماء لهذا الوطن والولاء للقيادة الهاشمية ولا يعلمون بأننا هتفنا قبلهم لجلالة الملك وقابلناهم بالهتاف لجلالة الملك وقد ظنوا من أرسلهم بأننا خارج السرب.. لا وألف لا فنحن لسنا كذلك ولا نسمح لأحد بأن يزاود على انتمائنا وولائنا لهذا الوطن وقيادته وترابه الذي نفتدي بالنفس والنفيس , وقد فعلنا.. لقد حاولوا اختلاق الفتنة فاعتدوا على أحد المشاركين محاولين جرنا إلى التشابك والاقتتال وأبينا الانجرار لما هو بخس ودنيء في قيمنا الأردنية وعادات وتقاليد عشائرنا التي منها رضعنا الكرامة والحرية وما خروجنا إلى الشارع إلا من حسنا مسؤوليتنا بالواجب الوطني.. فليس هكذا تورد الإبل..؟؟
واقتبس من مقالة الأستاذ الكاتب أحمد الزعبي:
"(يااااه ما أصعب أن ينظّر عليك "الفوضجي" بالنظام، والفاسد بالأمانة ، والظالم بالعدل ، والجلاد بالرحمة.. مسيرة الجمعة بدأت بخشوع وانتهت بخشوع..وكأنها "صلاة وطنية"..لقد يمم الأردنيون وجوههم شطر الوطن، منتمين مخلصين، رافعين لا راكعين .. لم يقذفوا حجراً ، ولم يكسروا شباكاً ،ولم يحرقوا اطاراً ، ولم يثنوا غصناً..ليثبتوا للجالسين على رصيف الدوار الرابع للمرة المليون أنهم أكثر وعياً من الحكومة.. ليثبتوا للعالم للمرة المليون أن الوطن ليس "حكومة" والحكومة ليست وطناً..وان الانتماء ليس كوبوناً حكومياً يصرفه الرئيس وطاقمه لمن شاءوا وكيفما شاءوا، وأن الوطنية لم تكن يوماَ ادعاءاً و"دهلزة" وخطابات وصفقات على ظهر الشعب..)"
ثم يأتي وزير الخارجية ليقول في تصريحه المجلجل لمحطة أل(سي أن أن) أن الحكومة تعلم متى تبدأ المسيرات ومتى تنتهي.. ألا يعلم بأن المواطنين الأردنيين وحتى من هم في أطراف البادية أو أطراف الأرياف يعلمون كذلك.. وهل انحصر واجبكم بمعرفة تلك المعلومة وتركتم الواجب الأكبر والأقدس الذي كُلفتم من أجله واجب تحمل الأمانة وكما أراد جلالة الملك منكم بالبدء بالإصلاحات السياسية والاقتصادية التي يلمسها المواطن على أرض الواقع وتخفيف الأعباء المعيشية عن كاهل المواطن فتثبتون يوماً بعد يوم فشلكم وعدم قدرتكم على تحمل المسؤولية.. فليس هكذا تورد الإبل..؟
ثم يأتي الكاتب المزعوم والمدعو ( جمال الأحمد ) بمقال والتي عنوانها (نداء للمتقاعدين العسكريين .. حذار إنهم رويبضة فلا تقربوهم).. والتي نشرت على صفحات صحيفة السوسنة الالكترونية يوم الثلاثاء الموافق 25/1/2011م و من خلال مقالته هو أحد المتقاعدين العسكريين ( حيث نجل كل العسكريين العاملين والمتقاعدين وكل أبناء الوطن على جميع ألوانهم وأعمالهم...)..
بداية والذي لا بد منه موجهاً إلى صحيفة السوسنة الالكترونية والقائمين عليها المحترمين والتي عهدنا منها عبر السنوات الماضية الموضوعية في الطرح والانتقاء وأقول ليس هذا ديدنكم في نشر المقالات فنقول تذكروا قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا قبل أن تصيبوا قوماٌ بجهالةٍ فتكونوا على ما فعلتم نادمين"..
فالمقال وحسب معرفتي المتواضعة يتناول قضية عامة أو ظاهرة موجودة في المجتمع لا بد من معالجتها بالطرق المنطقية السليمة وتحمل اتجاهاً فلسفياً وعلمياً متسلسل في التحليل والمنطق أو تحمل وجهة نظر فيها حل لمشكلة ما بحيث أن هذا الحل غائب عن أعين بل ومجاهر المسؤولين ومستشاريهم ومن هم دونهم من أعوانهم , وأوراقهم وخططهم وأبحاثهم ودراساتهم التي تكلف خزينة الدولة الأموال الباهظة..
نعود للمقال الذي يسيء إلى شخص ليس بمعروف للجميع ( فقد عرّف عليه بمكان عمله ونوعه ) حتى تحكم عليه العامة وتوقف تعاملها معه وبنفس الوقت لا يحمل حلولاً يعالج بها عيوب الأشخاص العامة وأتساءل لماذا لم يكتب الكاتب المحترم من قبل عن أشخاص أساءوا للمال العام والوطن والشعب أطالب هذا الكاتب بأن يدافع بالإنابة عن الشعب وأنا أول المفوضين له عن الإساءة التي صدرت من النائب المحترم المخضرم عبدالكريم الدغمي عندما وصف معظم الشعب الأردني بالدَهماء فأين كان قلمه وفكره وكرامته وغيرته على المصلحة العامة ومصلحة هذه الأمة حتى نأخذ بنصائحه.. أين كان قلمه عندما فتح بيت العزاء في عمان لمن خطط لاغتيال رجل ورمز من رموز الوطن الشهيد وصفي التل ويدخل بيت العزاء رجل من رجالات الدولة في ذلك الوقت معزياً لا محاسباً ومانعاً.. كان عليه أن يعرف بنفسه وبشكل مفصل لإثبات نزاهته وصدقه وأمانته والتزامه بالدين والعادات والتقاليد والأعراف المجتمعية,, وإلا يصبح منطبقاً عليه القول المشهور في مثل هذه المواقف ( إن جاءتني مذمتي من ناقصٍ فهذا دليلٌ على أني كاملُ )... ليس هكذا تورد الإبل.. ليس هكذا تورد الإبل؟؟!!
حمى الله الأردن الهاشمي وحقق الإصلاح للوطن..