كل الأردن- شهدت منطقة الثنية على مدخل مدينة الكرك استقبالاً حاشداً وحاراً وعاطفياً لمسيرة أدما زريقات، حيث تجمع الأهالي والمعلمون من كافة أرجاء محافظة الكرك بالمئات، وتوزعوا في صفين واستقبلوا بالتصفيق والأهازيج والزغاريد المسيرة التي وصلتهم وهي تغني أغنية تتغزل بالكرك، وبالمعلم.
المعلمون وصلوا مكان المهرجان بعد أن قطعوا أكثر من 105 كيلومترات خلال 47 ساعة، حيث كانوا انطلقوا من جسر مادبا على طريق المطار الساعة السادسة والنصف من مساء الخميس تقريباً، ليصلوا إلى ساحة نادي المعلمين في الثنية الساعة الخامسة والنصف من مساء الجمعة.
وتعتبر هذه أطول مسيرة مطلبية أو سياسية في تاريخ الأردن، سواء من حيث المسافة أو الزمن. وقد انطلقت بمشاركة من معلمين من إربد وبني كنانة والرمثا وعجلون والزرقاء وعمان والموقر.
وقد اقيم بعدها مهرجان خطابي حضره اكثر من 500 شخص ، ابتدأ بالسلام الملكي، لتلقي بعدها المعلمة المحالة للاستيداع أدما زريقات كلمة ساخنة اتهمت فيها سماسرة المال السياسي وزعماء الاقطاع المتوارث بالثأر من المعلمين ، واشادت بالمسيرة والمشاركين فيها وشبهتها بمسيرة خالد بن الوليد عبر الصحراء.
عريف الحقل قرأ بعدها شكراً مكتوباً من أهالي وأعمام ادما زريقات لمنظمي المسيرة والمشاركين فيها، كما قرأ برقيات تأييد من حملة الخبز والديموقراطية، ومن مجموعة شخصيات وطنية بينها المبادرة الوطنية الأردنية، ويعقوب زيادين. كما قرأ برقية تأييد من الناشط العمالي محمد السنيد، ومن حزب الوحدة الشعبية، ومن الشيخ محمود الجرادات، والدكتور سليمان الطراونة، ومن النائب السابق علي الضلاعين، ومن التجمع النقابي المهني العمالي، ومن المعلم حمدان الضمور وفاء لذكرى معلمه غالب هلسا.
وفي خطوة لافتة لها مغزاها الموجه بالتأكيد الى الحكومة قدم عريف الحفل احمد الصعوب كلمة مصطفى الرواشدة بصفته نقيباً للمعلمين الأردنيين، وهو ما لقي تصفيقاً حاراً لمدة طويلة.
مصطفى الرواشدة بدوره اتهم الحكومة بانها لم تخذل المعلم فقط ولكنها خذلت الوطن، واشاد بالمشاركين وبالمسيرة، وقال أن المعلمين الذين شاركوا جاؤوا من كل أنحاء الوطن، جتى من تحت سطح البحر، وشدد على شعارات المسيرة ومطالبها، وهي سحب القرارات غير الشرعية والباطلة شكلاً ومضموناً، وتشكل سابقة، وأتحدى رئيس الوزراء أن يثبت بالأرقام أنها عادية وتتكرر كل عام.
وفي أقوى نبرة منذ انطلاق الأزمة قال الرواشدة: سنقتص ممن أصدروا هذا القرار، وسنعطي من اتخذ القرارات بحق زملائنا المعلمين درساً.
وأعاد الرواشدة التأكيد على حق المعلمين الدستوري والتشريعي في نقابة للمعلمين.
أما المطلب الثالث فهو رفض خصخصة التعليم، حيث رفض الرواشدة ذلك قائلاً: قد نقبل خصخصة رؤوس الأموال، ولكن خصخصة العقول نقول لها لا وألف لا.
وقال الرواشدة أن المطلب الرابع هو تحسين الظروف المعيشية للمعلم.
وعرج الرواشدة على التعديل الحكومي، حيث قال أن المعلمين بتعاملون مع البرامج، ورغم أن التعديل الحكومي يمثل خطوة إيجابية إلا أنهم سيحكمون على وجود برنامج وطني شامل لوزارة التربية، وإن لم يكن ذلك فإن للمعلم وقفته الشجاعة أمام أية قرارات.
وأعلن الرواشدة أن صندوق التكافل الاجتماعي للمعلمين سيعلن عنه السبوع المقبل، وهو الصندوق الذي سيجعل المعلمين في مأمن من مثل هذه القرارات الظالمة.
واثناء المهرجان اعلن عريف الحفل في خطوة رمزية منح جميع المشاركين بالمسيرة لقب كركي.
وقد تحدث بعدها الأستاذ غالب أبو قديس المعلم من الموقر ورئيس لجنة معلمي عمان وصاحب فكرة المسيرة، والذي شدد على قبوله والتزامه بالمطالب التي أعلنها زميله الرواشدة. أبو قديس والذي كان يبدو متعباً ومرهقاً من أثر السير الطويل إلى درحة ان صوته كان متحشرجاً قال أن الحكومة هي المسؤولة عن تشويه صوته كما حاولت تشويه المسرة التي اعلن انه يتحمل مسؤولية فكرتها، وذلك في تحد للضغوطات الأمنية الشديدة التي تعرض لها. وقد لقيت كلمة أبو قديس تصفيقاً حاراً.
كما ألقى عضو لجنة عمان الآخر والمشارك في المسيرة شرف أبو رمان كلمة شاعرية عن الكرك وعن مغزى المسيرة، ختمها بقوة وبرسالة واضحة: أقسم يا أدما امام الجميع ان قرار إحالتك على الاستيداع لن يمر.
المعلم خلف ذينات من اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين وأحد المشاركين في المسيرة ألقى كلمة استهلها بذكر حالة لأحد المعلمين والذي أصبح راتبه 220 ديناراً بعد الاستيداع، فيما هو يضطر لدفع أكثر من 180 ديناراً كأقساط كان رتبها على نفسه بناء على راتبه قبل الإحالة على الاستيداع، وهو يدرس 3 من أبنائه في الجامعة، ويعيل أسرة من 3 أفراد.
وقد شهدت كلمات المتحدثين عموماً ترحيباً حذراً بتعيين الدكتور خالد الكركي وزيراً للتربية على اعتبار انما ما يقوم به بالايام القادمة يحدد طريقة معاملة المعلمين معه.
وشهد المهرجان اطلاق العاب نارية احتفاءَ بالمشاركين. ثم جرى اختتامه بالسلام الملكي.
الاستقبال المؤثر للمسيرة من قبل الكركيين، صفان من المستقبلين أحاطا بالمسيرة أثناء دخولها مكان المهرجان!