كل الأردن- تستمر لجان المعلمين في الإعداد لاعتصامهم الصامت أمام رئاسة الوزراء مساء الثلاثاء، في حين تلقى وفد يمثل اللجنة الوطنية لإحياء نقابة المعلمين وعداً من وزير التربية والتعليم د. خالد الكركي بإنهاء ملف المنقولين والمحالين على الاستيداع خلال الأيام القادمة. كما تعهد الكركي بعجم تعرض المعلمين المشاركين في الاعتصام لأية مضايقات.
وقد التقى وفد من لجنة إحياء نقابة المعلمين في الطفيلة الكركي مساء اليوم في الوزارة، حيث ضم الوفد المعلمين محمد القطاطشة وسلمان المهايرة ومحمد المصري. وبحسب ما أفاد الأستاذ القطاطشة لـ"كل الأردن" فقد كان اللقاء إيجابياً جداً، واستمر ما يقرب من ساعتين، حيث سلم الوفد نيابة عن اللجنة الوطنية مطالبها للوزير، والتي تتضمن النقابة، والعودة عن العقوبات (الاستيداع والنقل)، ومكرمة المعلمين، والعلاوات، وغيرها من المطالب التي طرحتها اللجنة خلال مسيرتها.
ونقل القطاطشة عن الكركي تأكيده على حل موضوع العقوبات قبل بداية العام الدراسي الذي من المقرر أن ينطلق السبت القادم. ولكن معلمين يتخوفون من أن تلجأ وزارة التربية إلى إعادة المستودعين إلى العمل بموجب عقود بدلاً من العودة عن القرارات نفسها.
أما بخصوص الاعتصام فقد شدد الكركي على أن اعتصام المعلمين بالشموع والمقرر أن يبدأ الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء هو أسلوب حضاري، وامتدحه مطولاً، وقال أنه شخصياً سيضمن عدم تعرض المعلمين المشاركين لأية مضايقات.
ومن ناحية أخرى قال المعلم نذير العناسوة رئيس لجنة النقابة في السلط لـ"كل الأردن" انه قد تسرب من الوزارة أنها تفكر بحل موضوع المحالين على الاستيداع بإعادتهم بعقود، مؤكداً رفضه شخصياً لذلك، حيث كان بإمكان أي معلم أن يحصل على عقد من أية مدرسة خاصة. كما أن الأصل هو العودة عن العقوبات لا معالجتها بقرار قد لا يدوم أكثر من عام.
كما شدد رئيس اللجنة في إربد الأولى فراس الخطيب على رفض عودة المستودعين بموجب عقود، حيث أن العقود مرهونة بالتجديد السنوي، مما يترك المعلمين تحت رحمة الوزارة، كما يؤثر على حقوقهم الوظيفية التي خسروها بقرار الاستيداع، وقال أن المطلوب هو العودة عن قرارات الاستيداع وإعادة الوضع كما كان. وأعاد الخطيب التأكيد على أن قضية المعلمين الرئيسية هي النقابة، وأن النضال لإعادة حق المعلمين المظلومين في العقوبات الأخيرة هو خطوة في طريق النضال لأجل النقابة.
ومن جانب آخر قال إبراهيم العساف الناطق باسم إقليم الجنوب في لجنة معلمي الأردن (وهي اللجنة الأخرى المقابلة للجنة الوطنية) في اتصال مع "كل الأردن" أن اللجنة اجتمعت مع الوزير الكركي يوم الإثنين وعرضت عليه وثيقة تتضمن كامل مطالبها، وحصلت على وعد منه بإعلان ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر صحفي يعقد خلال الأيام المقبلة. وكانت اللجنة اجتمعت الخميس الماضي وتوصلت إلى تلخيص مطالبها في وثيقة واحدة.
وأضاف العساف أن الوزارة، وللجنة الوزارية المكلفة بمتابعة ملف المعلمين، تتحمل وحدها مسؤولية بدء العام الدراسي بشكل سليم أو بدئه بشكل مختلف، وذلك حسب استجابتها للمطالب العادلة للمعلمين.
وتتحفظ لجنة معلمي الأردن على الاعتصام، ولن تشارك فيه، حيث وصفته بأنه ليس بالخطوة المناسبة للضغط لأجل تحصيل حقوق المعلمين.
استعدادات حثيثة لاعتصام الثلاثاء
هذا وتجري المعلمين في المديريات المختلفة استعدادات حثيثة لإنجاح الاعتصام وضمان حضور كثيف، حيث من المتوقع أن يشارك فيه المئات.
وقال الأستاذ ابراهيم الهواوشة رئيس لجنة النقابة في ذيبان أن مبادرة الاعتصام التي انطلقت تمثل الجميع حيث إن أي عضو في اللجنة الوطنية عندما يطلق مبادرة فالكل معه. وأكد الهواوشة على مشاركة معلمي ذيبان، وشدد على أن اهدافهم من الاعتصام هي التاكيد على مطلب النقابة أولاً، والتي هي مطلب أساسي ورئيسي، كما يهدف الاعتصام إلى التعبير عن المطالبة بالعودة عن العقوباتن بالإحالة على الاستيداع والنقل بقرارات تعسفية. وأضاف الهواوشة أن محكمة التمييز أكدت في قرارات سابقة لها أن الاستيداع يجب أن يكزون مبرراً، وهو ما لم يتوفر في حالة المعلمين. وقال الهواوشة: نحن نعتبر قرارات الاتيداع قرارات فصل، فهي ضرب في لقمة العيش، وزملاؤنا الذين تعرضوا للعقوبات ضحوا لأجلنا، وينبغي أن يقف الجميع معهم.
الأستاذ غالب ابو قديس رئيس لجنة عمان الحرة ومنسق مسيرة أدما زريقات قال لـ"كل الأردن" أن عدداً لا بأس به من معلمي عمان عموماً، والموقر خصوصاً، سيشارك في الاعتصام. وقال ابو قديس أن المشاركة تأتي للتأكيد على المطالب السابقة، وخصوصاً فيما يتعلق بمن تعرض من المعلمين للكيد والظلم والانتقام. كما تأتي للتأكيد على مطلب النقابة.
الأستاذ فارس ذينات رئيس لجنة إحياء النقابة في بني كنانة قال أن مسيرة الشموع هي إضاءة شمعة لتبديد ظلام الجور الحكومي بحق زملائهم المعلمين المعاقبين بالاستيداع والنقل، وقال أن بعضهم نقل خارج الكحافظة، وهي عقوبات بسبب مطالبتهم بحقوقهم العادلة.
وقال ذينات أن تعبير المعلمين في هذا الاعتصام وفي مجمل حراكهم يدل على فكر ووعي عاليين.
وتمنى ذينات على المعلمين كافة في مختلف مناطق المملكة المشاركة في الاعتصام لرفع الظلم عن زملائهم، لتكون بداية رفع الظلم عن قطاعات اخرى ومن بينها عمال المياومة.
وخاطب ذينات الجهات الأمنية ووزارة الداخلية حتى لا تحاول تعطيل المعلمين عن المشاركة كما فعلت في الاعتصام السابق، وأن تترك المعلمين يعبرون بطريقتهم السلمية التي ميزتهم منذ بداية حراكهم.
الأستاذ حيدر المعايطة الناشط في الكرك أكد لـ"كل الأردن" على أن الاعتصام سيتم، وهو تعبير عن رفض الظلم الواقع عن الزملاء، وعن الالتزام بمطلب النقابة. وقال المعايطة أن المعلمين سيشاركون بقوة للتأكيد على أنهم قادرون على الدفاع عن حقوقهم.
الأستاذ نذير العناسوة رئيس اللجنة في السلط أكد بدوره على المشاركة القوية، وقال ان الاعتصام يعيد التأكيد على النقابة، ويشدد على رفع الظلم عن المعلمين الذين تمت إحالتهم على الاستيداع أو تم نقلهم.